نظرات في الحبس الاحتياطي
نظرات في الحبس الاحتياطي مع تسارع وتيرة التطور العلمي والتكنولوجي الرهيب الذي يجتاح العالم .. فمن النعجة دولي.. لأساور التتبع والرصد .. لمواقع التواصل الاجتماعي .. لكاميرات المراقبة .. لغزو الفضاء .. للذكاء الاصطناعي .. لعلم التحكم في البشر دون أسوار ، للمسيرات الطائرة ‘ ما أدراك ما هي ” ، بات علينا أن نُعمل النظر في بدائل للنظم القانونية .. وما ذلك بالطبع إلا للرقي بالإنسان واحتياجاته .. وأخذا بالمصلحة العامة وما يتوجب الحفاظ عليه .
فإن كنا بصدد الحديث عن الحبس الاحتياطي
فإن المنطلق .. مما اتفق عليه أهل العلم القانوني وهو أحد أفرع العلوم الاجتماعية من أن للحبس الاحتياطي ضرر بالغ يتعذر تداركه خاصة إن قضي ببراءة من حبس على ذمة قضية ما أو خليي سبيله لسبب ما من سلطة التحقيق أو الاتهام .
وقد شاع بين اهل القانون قولهم ..أن الحبس الاحتياطي أبغض إجراء يتخذ ضد أي إنسان لكونه ضد قرينة البراءة المصاحبة له منذ ولادته ولضرره المباشر وغير المباشر .
فالضرر المباشر الذي يلحق بالشخص يكفي القول فيه أنه تقيد لحريته .. الأغلى عليه .. الفارقة بينه بين بعض المخلوقات الأخرى التي تقبل القيد والاغلال .. ونعدد بعضا من المضار الأخرى ومنها فقدانه لعمله أو بوار تجارته ومفارقة الأهل … الخ .
وقد يتنازل الشخص عن بعض متاعه أو متطلباته إلا أنه لا يقبل أن يوضع في الاغلال أو تقيده جدران .
والضرر غير المباشر يعود على أسرته الصغيرة أولا : المتمثلة في ذويه إذ يحرمون منه ومن تواجده معهم أو نفقته عليهم … الخ .. ناهينا عما يتكبدون من نفقات على المحبوس وتردد على السجون .. الخ .
ثانيا : نعرج على ما يعود على أسرته الكبيرة
والمتمثلة في وطنه .. من كلفة باتت كبيرة تنفق عليه تنفيذا لأمر الحبس .
لذا :
بات الأمر جديا في البحث عن بدائل للحبس الاحتياطي في جرائم كثيرة لا تمثل خطورة اجتماعية ولا أمنية ولا قانونية .. وإن كان ذلك موجودا في التنظيم القضائي الآن .. إلا أنه في حاجة إلى توسيع تلكم الدائرة لتظلل الكثيرين .
فلم لا :
يتم تطبيق نظام المراقبة الإلكترونية باستخدام الأساور المتعارف عليها عالميا .
والشيء بالشيء يذكر الا وهو
تنفيذ الأحكام الصادرة بالمراقبة كعقوبة تكميلية – حاليا – هو أمر عفا عليه الزمن .. فما الجدوى من اخضاع المراقب للمبيت بديوان القسم وما تكلفة ذلك على جهاز الشرطة ! .. والأهم والأخطر هو تدمير حياة المراقب – فهو ليس محبوسا ولا حرا – فلا يجد سبيلا للحياة ولا متنفسا من رزق ! .
نتابع لاحقا في لقاء قادم إن شاء الله
لباقي المقالات والأخبار اضغط علي هنا
مواقع أخري تهمك اضغط هنا
ابحث عن أهم المقالات
التي تقدم خدمات حكومية أونلاين
